قلب

الكليم


ليس آسفاً على حبها , فإن بحبه قد ملأ به فراغات عفر البحور و وهون على صاحبه مشقة الوصول إلى عالم الغيوب ..

 أشرقت شمس الحصاد وقد نسي أن لشروقها غروب , وربما تناسى .. فيكذبّ نفسه ولم يبالي أن بالقدر أناته ستفنى وليس معه حصاد سنينه

 يستنفر مشهد الأمواج  تتلاحم تارة و تتصارع مرة وكأنها إشارة من الله بأن كل ما بناه قد هدم ..
ويأخذه الهوى إلى عالم كئيب بين طيات صدوره آتيا بوحشة في الأعماق تثير عروقنا
 ندماً على خروجنا لحياة خالية من أصدقاء أوفياء و أحباء قرباء
 … حياة غبراء العدم فيها مصيرنا بقلوبنا الكليمة و عقولنا الجريحة و اشتياقنا للأرباب
 


و إن حكى لسواد الناس عما يدور في خاطره فلن يشعروا بأعماق أسراره المحفورة في قلبه, فمهما وصل معك الصديق من مكانة سيكون مغشيا غائبا ,ثم تبدأ مرحلة الصمت تدمر كيانه فتذكره بما يحاول عقله تناسيه في حين قلبه يصارعه على أن هناك أمل أسود لمصيبته لا يرى إلا في ليلة حالكة الظلام


ومن شدة يأسه عظم شعوره بالوحدة بين جدران صدره الكسير فأصبح فقدان الأصدقاء اصبح أمله و الجهل بعد العلم أقصى أمانيه